تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}

صفحة 313 - الجزء 1

  قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}⁣[البقرة ١٧٩]

  «لعل» ترد للشك، وهو لا يجوز على الله تعالى، فقيل: معناه معنى اللام، أي: لتتقوا.

  وقيل: المراد الرجاء من المخاطبين، أي على رجائكم التقوى.

  وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} عن ابن عباس ¥، والحسن، والأصم، وابن زيد: المراد: تتقون القتل خوف القصاص.

  وقال أبو علي، والقاضي: تتقون ربكم باجتناب معاصيه.

  وهو يستثمر من الآية: وجوب القصاص.

  قال الحاكم: ويدخل فيه القصاص في الأعضاء، يعني التي يؤمن فيها السراية، ويمكن الوقوف على القدر.

  وتدل على أن الجماعة تقتل بالواحد، إذ لو لم يقتلوا لم يؤمن أن يستعين من طلب القتل بشريك⁣(⁣١) لئلا يقاد، وهذه المسألة خلافية بين الفقهاء.

  فعند زيد بن علي، وأحمد بن عيسى، والقاسمية⁣(⁣٢)، والفريقين: تقتل الجماعة بالواحد، وهذا مروي عن علي #، وابن عباس، وابن عمر، وابن المسيب.

  وحكى في شرح الإبانة عن الناصر، والصادق، والباقر، والامامية، ومالك: أن الجماعة لا تقتل بالواحد، قال الناصر: يختار ولي الدم واحدا يقتله، ويكون لورثته من الباقين قسطهم من الدية.


(١) في نسخة (شريكا).

(٢) من انتسب إلى القاسم بن إبراهيم من العترة، ممن يقول بالعدل والتوحيد، وهو مشهور، دخل أهل البيت إلا الناصر، ولعله أراد من بعد القاسم والله أعلم.