تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {عن يد وهم صاغرون}

صفحة 413 - الجزء 3

  (أدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن أبو فادعوهم إلى الجزية)، وذلك عام ونحن نقول بتخصيصه⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ} اختلف في معنى قوله تعالى: {عَنْ يَدٍ

  فقال في الكشاف ما معناه: إن ذلك يحتمل أن يكون المراد يد المعطي، أو يد الآخذ، فإن أريد المعطي احتمل أمرين:

  الأول: أن المراد {عَنْ يَدٍ} أي: عن يد مواليه غير ممتنعة؛ لأن من امتنع لم يعط يده، ولهذا يقال: نزع يده من الطاعة كما يقال: خلع ربقة الطاعة من عنقه.

  والثاني: أن يريد {عَنْ يَدٍ} أي: نقدا غير نسيئة، ولا مبعوثا مع الغير برسالة.

  وإن كان المراد به الأخذ احتمل أمرين:

  الأول: أن المراد عن يد قاهرة.

  والثاني: عن إنعام عليهم بانه قبول الجزية، والاعفاء من القتل نعمة عليهم.

  وقوله تعالى: {عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ} المعنى: تؤخذ منه على الصغار والذل، وهو أن يأتي بها بنفسه ماشيا غير راكب، ويسلمها وهو قائم والمتسلم جالس، وأن يتلتل تلتلة، ويؤخذه بتلبيبه ويقال له: أدّ الجزية، وإن كان يؤديها، ويزخ في قفاه، وقد روي الزخ عن الكلبي.

  وروي أنه يعطيها قائما، والآخذ جالسا عن عكرمة، وأبي علي.

  وروي أنه يعطيها بيده ماشيا لا راكبا ولا برسالة عن ابن عباس.


(١) بناء على تأخره أو بصحة تقدم الخاص.