تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون}

صفحة 312 - الجزء 4

  لِلتَّقْوى} وبقوله تعالى في سورة الشورى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}⁣[الشورى: ٤٣].

  قال جار الله: ويحتمل أنه دل بذكر العفو والغفران على أنه قادر على العقوبة والنصر لذلك عقبه بقوله تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ} والعفو من المحو أي: يمحوا آثار الذنوب، والغفور يستر أنواع الغيوب.

  قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ}⁣[الحج: ٦٧ - ٦٨]

  النزول

  قيل إن بديل بن ورقاء، وبشر بن سفيان الخزاعيين وغيرهما قالوا للمسلمين: ما بالكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله - يعنون الميتة -، والمعنى: إنا جعلنا لكل أمة شريعة كما جعلنا لك ولأمتك فليس ذلك ببديع. عن أبي علي وأبي مسلم.

  وقيل: أراد بالمنسك موضع العبادة، وقيل: العقل: عن ابن عباس.

  وقيل: متعبدا في إراقة الدماء بمنى وغيرها.

وقوله تعالى: {فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ}.

  قيل: النهي لهم عن المنازعة. وقيل: له؛ لأن المنازعة تكون بين اثنين

وقوله تعالى: {وَادْعُ إِلى رَبِّكَ}.

  يعني: إلى الدين الذي أنت عليه ولا تمنعنك المنازعة منه.