تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}

صفحة 131 - الجزء 4

  وأما قوله تعالى: {وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى}.

  قيل: أراد إعطاء ذوي القربى حقهم من صلة الرحم؛ فيلزم من هذا أن تكون الصدقة عليهم أفضل.

  وأما المنهي عنه فهو: الفحشاء، والمنكر، والبغي.

  قال جار الله: الفحشاء: ما جاوز حدود الله. والمنكر: ما تنكره العقول. والبغي: هو التطاول على الغير.

  وقيل: الفحشاء: القبائح التي لا تظهر، والمنكر: ما يظهر.

  وقيل: الفحشاء: الزنا. والمنكر: ما ينكره الشرع. والبغي: الظلم والكبر عن ابن عباس.

  قال جار الله: ولما سقط من الخطب لعنة اللاعنين لعلي # أقيمت هذه الآية مقامها، ولعمري إنها كانت فاحشة ومنكرا وبغيا.

  وقيل: إن هذه الآية قد عمت جميع ما يتعلق بمصالح الدين والدنيا.

قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها}

  الثمرة من ذلك:

  وجوب الوفاء بعهد الله، وأنه لا يجوز نقض اليمين، وأنه يجوز توكيد اليمين.

  واختلف المفسرون ما المراد بعهد الله:

  فقيل: أراد من يبايع النبي ÷ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ}.

  وقد قيل: إنها نزلت في الذين يبايعون رسول الله ÷ فيجب عليهم الوفاء بالعهد، ويأتي مثل هذا من يبايع الإمام.