تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وخر راكعا وأناب}

صفحة 130 - الجزء 5

  وقيل: تمنى أن تكون امرأة أوريا حلالا له فاتفق قتل أوريا فتزوج بها، ولم يغتم عليه كما يغتم على أمثاله فعاتبه الله تعالى.

  وقيل: كان في شريعته إنه إذا مات رجل وخلف امرأة فأولياؤها أحق بها إلا أن يرغبوا عنها، فلما قتل أوريا خطبها داود ولم يخطبها أولياؤها لجلالة قدر داود، وهيبته فعوتب.

  وقيل: كان ذنب داود أنه صدق أحدهما على الآخر وظلمه قبل مسألته.

  قال الحاكم: ولم يتعمد داود الخطيئة، ولكن ترك الاستدلال، وكان يمكنه فهذه الوجوه ذكرها مشايخ المعتزلة، وأنكروا ما يروى من حديث الحمامة، وأنها دخلت على محرابه.

  وقيل: إنها من ذهب فتبعها ليتحف بها ولده فطارت إلى كوة نظر منها امرأة أوريا ناشرة لشعرها، كاشفة لثيابها، وقد غطاها شعرها ففتن بها، فأمر رئيس العسكر يخرج أوريا مع التابوت ليقتل، فلم يزل كذلك حتى قتل فتزوجها داود وهي أم سليمان، وقالوا: هذا من اختلاق الحشوية، وقد روي عن علي # أن من روى هذا الذي يرويه القصاص معتقدا صحته جلدته مائة وستين؛ لأنه فرية على نبي فضوعف حدها.

  وقوله تعالى: {وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ} قيل: عبر بالركوع عن السجود وقد جاء ذلك شعرا:

  فخر على وجهه راكعا ... وتاب إلى الله من كل ذنب

  قال في عين المعاني عن الخدري: رأيت في المنام كأني أكتب السورة فخر القلم ساجدا عند الآية فذكرته للنبي ÷ فسجد وأمر به.

  وقيل: خر بعد ما كان راكعا، واستشهد أبو حنيفة بالآية على أن الركوع في التلاوة يقوم مقام السجود.