تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وجاء بكم من البدو}

صفحة 70 - الجزء 4

  قوله تعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}⁣[يوسف: ١٠٠]

  إن قيل: إن السجود لغير الله لا يجوز، وظاهر الكلام أنهم سجدوا ليوسف؟

  قلنا: في ذلك وجوه:

  الأول: أن ذلك كان تحية لهم، كتقبيل اليد، لا أن ذلك كان على وجه العبادة.

  الثاني: أنهم عظموه بالسجود، والمعبود هو الله سبحانه، كما جاء في قصة آدم: عن الأصم.

  الثالث: أن المراد جعلوه قبلة، والسجود لله تعالى،: عن أبي علي.

  الرابع: أنه أراد بالسجود الخضوع.

  الخامس: أن المراد وسجدوا له، أي: لله، عن ابن عباس.

  السادس: واستحسنه الحاكم: أن المراد سجدوا له أي: لأجله، وإلّا فالسجود لله، لكن هو سبب السجود.

  قوله تعالى: {وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}⁣[يوسف: ١٠٠]

  وجمع بين الخروج من السجن والانتقال من البدو في أن ذلك إحسان ونعمة، وذلك لما كان أحوال البادية يلحق أهلها قصور، وكانوا أهل ماشية، وفي الحديث عنه ÷: «من بدا فقد جفا» أي: من حل البادية، ويروى لجرير:

  أرض الفلاحة لو أتاها جرول ... أعنى الحطيئة لاغتدى حراثا

  ما جئتها من أي وجه جئتها ... إلا حسبت بيوتها أجداثا