تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم}

صفحة 11 - الجزء 5

  لك؟» قال: لا، قال: «ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد وإلّا فبرهما».

  قال الإمام يحيى: إلا في طلب العلم فإنه مأمون.

  الفرع الثاني: هل يجب عليه أن ينفقهما إذا كانا فقيرين مع كفرهما أم لا؟

  قال الأئمة: يجب لهذه الآية، ولقوله تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً} ولقوله تعالى في هذه السورة: {وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً} وليس من المعروف أن تشبع ويجوعا، ولا أن تكتسي ويعريا، والظاهر من سبب النزول أنه لا يفرق الحال بين الحربي والذمي.

  وقال بعض المفرعين للمذهب: هذا إذا كان ذميين لا حربيين؛ لأن الأحكام بيننا وبينهم منقطعة.

  الفرع الثالث: أنه لا يجوز له قتل أبيه الحربي إلا أن يخشى منه مضرة على مسلم.

  وقوله تعالى: {إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[العنكبوت: ٨]

  قال في الكشاف: في معنى ذلك: أراد أن الجزاء إليّ فلا تحدث نفسك بعقوق والديك، وجفوتك لهما لشركهما، ولا تحرمهما برك ومعروفك في الدنيا، كما إني لا أمنعهما رزقي.

  هذا أمر وأمر أحسن: وهو التحذير من متابعتهما على الشرك، والحث على الثبات.

  قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ}⁣[العنكبوت: ١٣]

  المعنى: أثقال أنفسهم، وهي خطاياهم.