تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {بذلك زعيم}

صفحة 451 - الجزء 5

قوله تعالى: {بِذلِكَ زَعِيمٌ}⁣[ن: ٤٠]

  قيل: أراد بالزعيم أي: قائم بالاحتجاج كما يقوم زعيم القوم ليتكلم في أمورهم، وقيل: أراد بالزعيم الكفيل عن ابن عباس، وقتادة، وهذا دليل على أن للكفالة حكما يلزم، وقد جاء التصريح بذلك في السنة، قال #: «الزعيم غارم».

قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ}⁣[ن: ٤٢ - ٤٣]

  ثمرة ذلك: أن للصلاة موقعا من الدين، وأن صلاة الجماعة كذلك؛ لأنه قد روي عن كعب أنها نزلت في الذين كانوا يتخلفون عن الجماعة.

  وعن ابن مسعود: تعتم أصلابهم أي ترد عظاما [بلا مفاصل]⁣(⁣١) فلا تنثني عند الرفع والخفض، وإنما يدعون ذلك الوقت توبيخا على ما فرطوا، حيث دعوا إلى السجود وهم سالمون، وإلا فلا تكليف في ذلك اليوم.

قوله تعالى: {إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ}⁣[ن: ٤٨]

  قيل: محبوس، وقيل: مغموم، وقيل: مملوء غيضا، وقيل: مختنق.

  قيل: كان نداؤه (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وفي هذا إرشاد إلى الفزع إلى هذه المقالة عند الغم.


(١) ما بين المعكوفين زيادة من الكشاف.