تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع}

صفحة 194 - الجزء 5

  وقيل: بكاء السماء والأرض حمرة أطرافهما.

  قال السدي: لما قتل الحسين بن علي # بكت عليه السماء، وبكاؤها حمرتها.

  وعن ابن سيرين: إن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي #

  قال في عين المعاني عن علي #: (البكاء حمرة الأطراف). كما روي لما قتل الحسين بن علي # أحمرت السماء أربعة أشهر.

  وقيل: المراد ما لحقتهم رحمة، والعرب تدعو للميت، تقول:

  سقته الغوادي، وسقاه المزن، يريدون به الرحمة.

  وعن أبي مسلم أن هذا تحقير لهم، أي: كان أمرهم أهون أن يبكي عليهم أحد، وهكذا عن ابن قتيبة أن ذلك عبارة عن قلة خطرهم كما يقال في الرجل الشريف:

  الريح تبكي شجوها⁣(⁣١) ... والبرق تلمع في غمامه

  أي لامعا يبكي أيضا، وقال آخر:

  أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف

  وقيل غير ذلك.

  قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}⁣[الدخان: ٣٧]

  تبع الحميري كان مؤمنا وقومه كافرون، ولذلك ذم الله قومه ولم


(١) في (ب) شيخها