تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}

صفحة 500 - الجزء 5

  وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وقد جاء في الأثر أنه قرئ على رسول الله ÷ النجم فلم يسجد.

  وروي أنه ÷ قرأ بالنجم فسجد، فلما سجد مرة وترك مرة، دل على عدم الوجوب.

سورة البروج

  

  قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}⁣[البروج: ٨٥]

  لهذه ثمرتان: الأولى: حسن الصبر على القتل ونحوه وأن لا ينطق بكلمة الكفر؛ لأنه قد ورد في القصة أن قوما آمنوا فاتخذ ملكهم أخاديد، وأوقد فيها النار فمن لم يرجع أحرق، وأن راهبا راودوه عن الرجوع عن الإيمان فأبى فقدّ بالمنشار.

  الثمرة الثانية: أن الراضي بالفعل كالفاعل في أنه عاص؛ لأنه قد روى أنهم كانوا فريقين فرقة حرقت المؤمنين في الأخاديد، وفرقة قاعدة راضية. وقيل: القاعدة مؤمنون لكن لم ينكروا صنيع الكفار.

  وعن أبي مسلم فكانوا شركاء في المعصية.

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ}

  لهذا ثمرتان: وهما: صحة التوبة عن الكفر والقتل؛ لأنهم كفار، وحصل منهم قتل المؤمنين.

  الثانية: قبح المنع من الحق، والإكراه على الباطل، وهذا حكم مجمع عليه.