تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها}

صفحة 511 - الجزء 5

  جاء بثم لتراخي الإيمان وتباعده في الرتبة في الفضيلة على العتق والصدقة، وإن كان الإيمان هو السابق في الوقت؛ لأنه لا يثبت عمل صالح إلا به، وخص ذا المقربة؛ لأن في ذلك صدقة وصلة، ومن ذلك الأمر بالمعروف، ولقوله تعالى: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} أي: أمر بعضهم بعضا بالصبر والتراحم، وأراد الصبر على الطاعات وعن المعاصي، وعلى المحن.

سورة الشمس

  

  قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها}⁣[الشمس: ٩]

  أي: زكى نفسه بالأعمال الصالحة.

  {وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها} أي: دس نفسه بالأعمال القبيحة، ودس: نقيض زكى، وقيل: الضمير يرجع إلى الله تعالى أي: من زكاها الله، ومن دساها الله.

  والمعنى: على قول المعتزلة: حكم بتزكيتها وتدسيسها، والجبرية يأخذون بظاهره أن الفعل لله، وفي دعاء النبي ÷: «اللهم آت نفسي تقواها، وزكها فأنت خير من زكاها» والمعنى على قول أهل العدل سؤال اللطف والتوفيق.

  قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها}⁣[الشمس: ١٤].

  أضاف العقر إليهم لما رضوا به، وإن كان العاقر واحدا وهو قدار بن سالف، فهم كالرذلة هذا.

  ثمرته: أن الراضي بالفعل كالفاعل، فلو فرض أن الرضاء بالفعل القبيح لدفع ضرر عنه، أو جلب نفع كان يرضى رجل بقتل رجل هو يرثه فيرضى بقتله لأجل يرث منه، أو كان يحمل مئونته فيرضى بقتله لسقوط