تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا}

صفحة 268 - الجزء 2

  قوله تعالى: {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً}⁣[النساء: ٧]

  النزول

  روي أن أوس بن الصامت الأنصاري⁣(⁣١) ترك امرأته أم كجة، وثلاث بنات، وله ابنا عم سويد، وعرفطة.

  وقيل: قتادة، وعرفجة، فزويا ميراثه عنهن، وكانت الجاهلية لا تورث النساء والأطفال، ويقولون: لا يرث إلا من طاعن بالرماح، وذاد عن الحوزة، وحاز الغنيمة، فجاءت أم كجة إلى رسول الله ÷ وهو في مسجد الفضيخ بالمدينة

  والفضيخ: موضع كانوا يفضخون فيه النبيذ⁣(⁣٢) - فشكت إلى النبي ÷، فقال لها: ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله، فنزلت الآية، فبعث إليهما: لا تقربا من المال شيئا، فإن الله قد جعل لهن نصيبا، ولم يبين، حتى تبين، فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ}⁣[النساء: ١١] فأعطى أم كجة الثمن، والبنات الثلثين، ودفع الباقي إلى ابني العم، وروي إلى العم، بدل ابني العم.

  وقيل: إنها نزلت في ورثة سعد بن الربيع، وذلك أنه لما مات جاءت امرأته بابنتي سعد إلى النبي ÷ فقالت: قتل أبوهم يوم أحد، فأخذ


(١) كذا النقل من تفسير الكشاف، وفي تفسير الحاكم الجشمي، وعيون المعاني، والبغوي، والثعلبي: أوس بن ثابت الأنصاري، وفي التهذيب (تفسير الحاكم الجشمي) أوس بن زيد بن ثابت. (ح / ص).

(٢) الفضخ: الشدخ، والفضيخ: شراب يتخذ من البسر المفضوخ، أي: المشدوخ. نهاية.