تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}

صفحة 176 - الجزء 2

  قوله تعالى: {قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً}⁣[آل عمران: ٤١]

  قيل: أعجم عن الكلام للناس، وإنما يخاطبهم بالإشارة، وانطلقت⁣(⁣١) لسانه بذكر الله، وقيل: أمر بالسكوت.

  وقيل: بالصوم ثلاثة أيام؛ لأنهم كانوا إذا صاموا لم يتكلموا.

  وأما في شريعتنا فقد نهي عن صمت يوم وليلة، والإشارة ليست بكلام، لكنها لما كانت تؤدي معنى الكلام دخلت في اسمه⁣(⁣٢).

  وقيل: الاستثناء منقطع، فلو حلف أن لا أتكلم فأشار لم يحنث، إلا أن ينوي الإشارة؛ لأن النية تعمل في المجاز.

  قوله تعالى: {يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}⁣[آل عمران: ٤٣]

  دلالة على وجوب الصلاة، والقنوت: القيام.

  قيل: أمرت بطول القيام في الصلاة.

  قيل: لما أمرت بذلك قامت في الصلاة، حتى ورمت قدماها، وسالتا دما.

  والسجود: من أركان الصلاة، فأمرت بالصلاة بأركانها.


(١) أنث اللسان بناء على أنه مكني به عن الكلمة، كما ذكره في الصحاح، فمعناه: انطلقت كلمته بذكر الله. (ح / ص).

(٢) فتسميتها كلاما مجاز.