تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولربك فاصبر}

صفحة 479 - الجزء 5

  اختلف المفسرون في معنى ذلك على أقوال:

  الأول: أن المعنى لا تعط شيئا لتنال أكثر منه، وهذا مروي عن ابن عباس، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، ومجاهد.

  قال جار الله | وفي هذا وجهان:

  الأول: أن يكون النهي للتنزيه وإلا فهو جائز، وقد جاء في الحديث: «المستغزر يثاب من هبته».

  الثاني: أن يكون هذا النهي خاصا لرسول الله ÷؛ لأن الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق.

  وقيل: أراد الربا الحرام الذي يعطي شيئا لطلب أن يعطى أكثر منه عن الضحاك، وأبي مسلم. وقيل: لا تمنّ على الله بعملك فتستكثره، عن الحسن. وقيل: لا يكبرن عملك في عينيك فإنه قليل بالإضافة إلى نعم الله عليك، عن الربيع. وقيل: لا تقصر في عملك مستكثرا لطاعتك، عن مجاهد. وقيل: لا تمنّ بما أعطيت وتراه كثيرا.

  قوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}. قيل: يعني على أذى المشركين. وقيل: على ما تعطي حتى تكون المثوبة من الله تعالى. وقيل: على ما كلفت، وقيل: على المعاصي، والطاعات، والمصائب. وقيل: على مجاهدة الكفار، وقد ظهرت الثمرة في التفسير.

  قوله تعالى: {قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ}⁣[المدثر: ٤٣ - ٤٤]

  في ذلك دلالة على أن الكافر مخاطب بالشرائع كما نقول نحن والشافعي، خلاف أبي حنيفة.