تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}

صفحة 305 - الجزء 2

  وقال ابن عباس، وقتادة، والضحاك: هي النشوز والفحش على الزوج بالكلام⁣(⁣١)، وفي قراءة أبيّ (إلا أن يفحشن عليكم).

  وقوله: {مُبَيِّنَةٍ}، قرأ نافع، وأبو عمرو. بكسر الياء، وقرأ ابن كثير، وعاصم مُبَيَّنَة بفتح الياء، وقيل: الاستثناء راجع إلى أخذ المال لا إلى العظل، بل إذا نشزت عذر في طلب الخلع إلا إذا⁣(⁣٢) لم يكن منها نشوز، وقد تقدم ذكر الخلاف⁣(⁣٣).

  وقوله تعالى: {وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} نهي عن فعل الجاهلية في مضارتهن للإفتداء، ويدخل في هذا وجوب النفقة والكسوة، والعدل، والقسمة، وحسن المعاشرة في الأخلاق، فلا يضرب ولا يشتم، ويبسط الوجه معها.

  وقوله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} اختلف المفسرون في معنى ذلك، فقيل: هذا حث على الإمساك وزجر عن العجلة في الطلاق، وأن لا يفعل بما يشتهيه النفس بل ينظر إلى أسباب الصلاح، فلعل نفسه تكره الأصلح وتحب الأضر، فأمر الله تعالى بالصبر وحسن المعاشرة لعل الله تعالى يجعل في إمساكهن خيرا كثيرا⁣(⁣٤).

  قال أبو علي: والخير الكثير هو ولد صالح⁣(⁣٥)، وقيل: كل خير⁣(⁣٦)،


(١) زاد المسير (٢/ ٤١)، القرطبي (٥/ ٩٥).

(٢) في (ب): لا إذا.

(٣) لعله في تفسير قوله: في سورة البقرة: {وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا} الآية.

(٤) نظر حول المعنى: القرطبي (٥/ ٩٨)، الزمخشري (١/ ٥١٤)، زاد المسير (٢/ ٤٢).

(٥) وهو أيضا عن السدي وابن عباس، الطبري (٣/ ٦٥٥ براقم ٨٩١١)، عن السدي، البغوي في معالم التنزيل (١/ ٤٠٩)، الدر المنثور للسيوطي (٢/ ٢٣٦)، تفسير الثعالبي (٢/ ١٩٦)، الخازن (١/ ٣٥٦ - ٣٥٧)، تفسير الطرسي (٤/ ٥٦).

(٦) تفسير الطرسي (٤/ ٥٧).