تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}

صفحة 233 - الجزء 2

  وقيل: إنه في معنى النفي، كقوله تعالى: {ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ}⁣[مريم: ٣٥].

  وأما على قراءة الرفع للياء، فالمعنى: ما كان للنبي أن يخان، يعني: يخونه أصحابه. ويكتمونه شيئا، وخصه ÷ وإن كانت الخيانة لغيره محرمة - لعظم خيانته، أو لأنه القائم بأمر الغنائم، فكأنه قيل: ما كان لأحد أن يغل.

  وقيل: ما كان لنبي أن ينسب إلى الخيانة، أو تظنّ به الخيانة.

  وقوله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ} قيل: يأتي به حاملا له يوم القيامة؛ ليفضح به، وقيل: يأتي بوباله، وقيل: يمثّل له ذلك الشيء في النار، ثم يقال له: انزل فخذه، فينزل فيحمله على ظهره، فإذا بلغ موضعه وقع في النار، فيكلف لينزل إليه فيخرجه، يفعل به ذلك عن الكلبي.

  قال الحاكم: والأول الوجه؛ لأنه الظاهر.

  وفي الحديث عنه ÷: (ألا لا أعرفن أحدكم يأتي ببعير له رغاء، وببقرة لها خوار، وبشاة لها ثغاء، فينادي يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغتك).

  وعن بعض جفاة الأعراب أنه سرق نافجة مسك، فتليت عليه الآية، فقال: إذا أحملها طيبة الريح، خفيفة المحمل.

  وثمرة الآية: تحريم الخيانة من المغنم، فإنه جميعه مقسوم بين الغانمين، ولا يرخص لأحد في شيء إلا ما استثني له⁣(⁣١)، مما يحتاج إليه كالطعام، وعلف البهائم، إذا كان ممن له سهم، أو رضخ ولم يبعه.


(١) وفي نسخة (إلا ما يستثنى مما يحتاج إليه).