قوله تعالى: {ولما توجه تلقاء مدين}
  قال ابن عباس: لم يستثن، ويقول إن شاء الله فابتلي مرة أخرى، وهذا كقوله تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود: ١١٣].
  قال في الكشاف: وفي الحديث: «ينادي مناد يوم القيامة، أين الظلمة وأشباه الظلمة، وأعوان الظلمة حتى من لاق لهم دواة، أو برى لهم قلما، فيجمعون في تابوت من حديد، فيرمى بهم في جهنم» ولعل ذلك لكون الباري لهم ونحوه راضيا، وإنما وصف موسى الإسرائيلي بالغوي لأنه سبب قتل نفس لم يؤذن بقتلها.
  قوله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ}[القصص: ٢٢]
  دليل: على أن الهجرة والفرار مشروع.
  قوله تعالى: {قالَ ما خَطْبُكُما قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقى لَهُما}[القصص: ٢٣ - ٢٤]
  ثمرة ذلك:
  جواز: مكالمة الامرأة مع الأمان على النفس، وقد كانت فاطمة ^ تكلم الرجال(١)، وعائشة تفتي.
  قال في الأذكار: ويستحب تفخيم صوتها لأن لا يطمع فيها.
  ومن ثمرة ذلك: أنه يحسن إعانة الضعيف.
(١) وهي مع ذلك معصومة ولا تفعل إلا الجائز ومناشدتها لأبي بكر مشهورة ولا يقال بالخصوص إذ التكليف عام في غير الأنبياء À تمت.