تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {واذكر اسم ربك}

صفحة 467 - الجزء 5

  وعن أنس ¥ أنه قرأ وأصوب، فقيل له: يا أبا حمزة إنما هي وأقوم قيلا، فقال: إن أقوم وأصوب وأهنأ واحد.

  وروي عن أبي سرار الغنوي أنه كان يقرأ (فحاسوا) بحاء غير معجمة فقيل له: إنما هي (فجاسوا) بالجيم فقال: جاسوا وحاسوا واحد، وفي كلام هذين إشارة إلى قول أبي حنيفة أن العبرة بالمعنى وأنه إذا قرأ في الصلاة بالفارسية وهو يحسن العربية صح ذلك.

  وقوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً}⁣[المزمل: ٧]

  أي أشغالا كثيرة تشغل قلبك، وتقطعك عن العبادة بخلاف الليل.

  وثمرة ذلك: تفضيل العبادة بالليل، والترغيب في تفريغ القلب عن الاشتغال حال العبادة.

  قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ}⁣[المزمل: ٨]

  في ذلك أقوال للمفسرين:

  الأول: أنه أراد بالذكر ما يرجع إلى الاعتقاد، وهو اعتقاد التوحيد والعدل، والنبوات وسائر أصول الدين، فيكون أمر وجوب، وذلك لا يجوز خلوه عن القلب ساعة إلا لسهو أو نسيان.

  وقيل: أراد ذكر الله باللسان في الصلاة.

  وقيل: أراد إذا ابتدأت القرآن فاقرأ ، وقيل:

  أراد ذكره في عموم الأوقات، وهو يتناول كل ما كان من ذكر طيب، بتسبيح وتهليل، وتكبير، وتحميد، وتوحيد، وصلاة، وتلاوة قرآن، ودراسة علم، أو غير ذلك مما كان رسول الله ÷ يستغرق به أوقاته.

وقوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً}.

  أي انقطع إليه، وقيل: أخلص له عن ابن عباس.

  وقيل: توكل عليه، وقيل: ارفع اليدين في الصلاة عن محمد بن علي.

  وقيل: التبتيل: رفض الدنيا وما فيها، والتماس ما عند الله.

  وقيل: ما دام على الإخلاص فهو متبتل، وإن كان في المكاسب