تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين}

صفحة 211 - الجزء 3

  المجلس، فقال: أين أبي؟ فقال: «في النار» وقيل: كانوا يسألون رسول الله ÷ امتحانا واستهزاء، فيقول بعضهم: من أمي؟ ويقول بعضهم: أين أبي؟ ويقول آخر: ضلت ناقتي فأين هي؟ فنزلت.

  وقيل: سألوه عن البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، وقيل: سألوه بمشاورة اليهود⁣(⁣١)، فنزلت، ولهذا قال بعد ذلك: {ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} عن مجاهد.

  وفي الكشاف أن سراقة بن مالك، أو عكاشة⁣(⁣٢) بن محصن قال: يا رسول الله الحج علينا كل عام؟ فأعرض عنه رسول الله حتى أعاد مسألته ثلاث مرات؟ فقال ÷: «ويحك ما يؤمنك أن أقول: نعم، والله لو قلت: نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، ولو تركتم⁣(⁣٣) لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم لكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه».

  المعني بقوله تعالى: {لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ} صفة تلك الأشياء {إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ} وذلك وقت النبي ÷؛ لأنه وقت الوحي {تُبْدَ لَكُمْ} تلك التكاليف الشاقة التي تسوؤكم وتؤمرون بتحملها، فتعرّضون نفوسكم لسخط الله بالتفريط {عَفَا اللهُ عَنْها} يعني: عما سلف، أي: عن مسألتكم.

وقوله تعالى: {قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ}.


(١) أي: بعد أن شاوروا اليهود.

(٢) عكاشة: بتشديد الكاف وتخفيفها، والتثقيل أكثر، ذكره في جامع الأصول.

(٣) أي: مستحلين.