تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {وطهر بيتي}

صفحة 281 - الجزء 4

  بريح أرسلها يقال لها: الخجوج⁣(⁣١) كنست ما حوله فبناه على أسّه القديم، ذكر هذا في الكشاف، ومعناه مروي عن السدي.

  وقيل: بل أراه جبريل، وقيل: بل دل عليه بغمامة أضلته.

وقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ}.

  قيل: عن الأوثان، وعبادتها: عن قتادة، وقيل: من الأنجاس، وقيل: من الدماء والفرث أن تلقى حول البيت.

وقوله تعالى: {لِلطَّائِفِينَ}.

  · أي: من يطوف بالبيت {وَالْقائِمِينَ} أي المصلين عن عطاء.

  وقيل: لمن يصلي، وقيل: لمن يعبد الله تعالى ويخضع له.

  ثمرات ما ذكر وهي أحكام:

  الأول: قبح الصد عن سبيل الله.

  قال الحاكم: فيدخل فيه المنع عن العلم وتعلمه، والمنع من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر ما يتعلق بالديانات.

  وقوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ} أي ويصدون عن المسجد الحرام، وقد دخل في سبيل الله، لكن أفرد تفخيما لشأنه.

  الحكم الثاني: يتعلق بقوله: {الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً}، فعلى قول الحسن وأبي علي: المراد نفس المسجد يستوي فيه الناس.

  وقيل: نفس الكعبة، وقيل: مكة، وقيل: الحرم كله، وإذا قلنا: إنه مكة والحرم فقد دلت الآية على أن ثمّ أمرا يستوي فيه الناس.


(١) بالخاء ثم الجيم بعده واو ثم جيم وهي الريح التي يلتوى في هوائها وقال في الصحاح في هبوبها وقال الأصمعي هي الشديدة المرّ.