تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أو جاؤكم حصرت صدورهم}

صفحة 425 - الجزء 2

  وقيل: إنه ÷ وادع هلال بن عويمر الأسلمي على أن من لجأ إليهم فله من الجوار مثل الذي لهلال⁣(⁣١).

  وعن ابن عباس: أراد بالقوم الذين بينهم وبينهم ميثاق بني بكر بن زيد مناة، فأراد بالوصول أي: يدخلون في غيرهم ويلحقون بهم، وهذا مروي عن الحسن والسدي وابن زيد، وعكرمة⁣(⁣٢)، وقيل: معنى يصلون أي: ينتسبون، هذا مروي عن أبي عبيدة.

  قال الحاكم: وأنكر ذلك بعض الفقهاء؛ لأن النسب لا يوجب حقن الدم، ولهذا قاتل ÷ هو ومن معه من ينتسب إليهم، والذي يدل على أن الاتصال لصار بمعنى الانتساب قول الأعشى⁣(⁣٣):

  إذا اتصلت قالت لبكر بن وائل ... وبكر سبتها والأنوف رواغم⁣(⁣٤)

  وقوله تعالى: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} اختلف في معنى هذا الكلام فقيل: هؤلاء صنف أخر، أخرجوا من الأخذ والقتل، وهم قوم حصر تصدورهم أي: ضاقت عن قتال المسلمين، وعن قتال قومهم، فهؤلاء لا يتعرض لهم؛ لأن قد أخرجوا نفوسهم عن المقاتلة وإن كانوا كفارا، والمعنى قد حصرت صدورهم⁣(⁣٥).


(١) الطبرسي (٥/ ١٨٦ - ١٨٧)، الكشاف (١/ ١٥٥)، زاد الكسير (٢/ ١٥٧).

(٢) الكشاف (١/ ١٥٥)، الطبرسي (٥/ ١٨٧).، زاد المسير (٢/ ١٥٧ - ١٥٨).

(٣) زاد المسير (٢/ ١٥٧).

(٤) البيت في ديوانه ص (٨١)، تفسير الطبري (٤/ ١٩٩)، والقرطبي (٥/ ٣٠٨)، وينظر زاد المسير (٢/ ١٥٧)، ومنه مجاز القرآن (١/ ١٣٦)، غريب القرآن (١٢٣).

(٥) تفسير الطبرسي (٤/ ٥٠٠)، زاد الكسير (٢/ ١٥٩) الطبرسي (٥/ ١٨٦) وما بعدها)، القرطبي (٥/ ٣٠٨ - ٣٠٩).