تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا}

صفحة 309 - الجزء 2

  بن قيس بن شماس حين كرهته امرأته وأراد فراقها: «خذ منها ما أعطيتها» فقال: هل يحل لي ذلك وقد أفضى بعضنا إلى بعض؟ قال: «نعم»⁣(⁣١).

  وقوله تعالى: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً} الهمزة للاستفهام⁣(⁣٢) والمراد به النهي، والبهتان: الظلم⁣(⁣٣) كالظلم بالبهتان أو باطلا كبطلان البهتان⁣(⁣٤) وانتصاب بهتان بنزع الخافض أي: ببهتان⁣(⁣٥)، وقيل: بإضمار فعل تقديره تصيبون به بهتانا وإثما، وفي الكشاف انتصب على الحال أي: باهتين [وآثمين] أو على أنه مفعول له وإن لم يكن غرضا كقوله: قعد عن الحرب جبنا⁣(⁣٦).

  وقوله تعالى: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ} هذا تعجيب من أخذهم مع الإفضاء، كقوله تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ}⁣[آل عمران: ١٠١] والمراد بالإفضاء: الجماع لكن كني عنه


(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٣١٢ - ٣١٥)، والصغرى (٢/ ٨٠ رقم ٢٧٥٧) والبخاري في صحيحه (٩/ ٣٩٥) فتح الباري وابن ماجة (ج / ٢٠٥٧) النسائي (٦/ ١٦٩) كتاب الطلاق باب الخلع، وأحمد في المسند (٤/ ٣)، (٦/ ٣٣)، واحتج به معظم من صنف في التفسير ومنهم الطبرسي (٤/ ٥٥) وانظر الناسخ والمنسوخ لعبد الله بن الحسين ص (٧٩) بتحقيقنا جاشية (٤).

واحتج به معظم من صنف في التفسير ومنهم: الطبرسي (٤/ ٥٥).

(٢) هي للاستفهام الإنكاري، والمعنى تأخذونه باطلا وظلما كالظلم بالبهتان، وقيل: معناه أتأخذونه بإنكار التمليك، وقيل: الاستفهام للإنكار والتقريع، انظر تفسير الطبرسي (٤/ ٥٨)، تفسير الطبري (٣٦٥٦)، فتح القدير (١/ ٤٤١) طبعة دار المعرفة.

(٣) وقيل: البهتان الكذب الذي يواجه به صاحبه على وجه المكابرة له، واصله التحيز، تفسير الطبرسي (٤/ ٥٧).

(٤) البهتان عبارة عن الزور، وقيل: البهتان أخذ المال غصبا، وفيه تجوز. (ح / ص).

(٥) على رأي الكوفيين. (ح / ص).

(٦) الكشاف (١/ ٥١٤)، وما بين [] منه.