تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}

صفحة 193 - الجزء 5

  ثمرة ذلك: جواز مثل هذا الدعاء لكن الأنبياء À لا يدعون دعاء ظاهرا إلا بإذن.

  وقوله تعالى أول الآية: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ}⁣[الدخان: ٢٠].

  قيل: بالحجارة، وقيل: بالسب، ومعناه: اعتصمت.

  قال الحاكم: وفي ذلك دلالة أن الواجب على العبد عند الخوف أن يعتصم بالله.

  قوله تعالى: {فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ}⁣[الدخان: ٢٩]

  قيل: المعنى فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض وهم الملائكة والمؤمنون، بل كانوا لهلاكهم مسرورين، وهذا مروي عن الحسن، وأبي علي، وصححه الحاكم؛ لأنه الحقيقة في البكاء.

  وثمرة ذلك: جواز البكاء على موت المؤمن، والمسرة بموت الكافر.

  وفي عين المعاني عن مجاهد: إنهما يبكيان على المؤمن أربعين صباحا.

  وعن ابن عباس: إذا مات المؤمن بكى عليه مصلاه من الأرض، ومصعد عمله من السماء، ومنزل رزقه منها، وبكاؤهما كبكاء الحيوان.

  وفي الحديث: «ما مات مؤمن في غربة غابت عنه بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض، ثم قرأ صلّى الله عليه هذه الآية وقال: إنهما لا يبكيان على كافر» وهذه فضيلة لمن مات غريبا. في التهذيب.

  وقيل: البكاء بمعنى: لم يطهر لهم موضع من موضع صلاة؛ لأن الجماد لا يبكي.