قوله تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب}
  والعقد الذين يقتدى بهم، ويكون في هذا تقوية لقول مالك، ويكونون قد فهموا من النهي للاختصاص بحياته ÷، ومعنى {تَبَّتْ} أي: هلكت، والمراد هلاك جملته، وقيل: خلت، وقيل: خسرت.
  قال في عين المعاني: ولما قتل عثمان ¥ سمع هاتف يقول:
  لقد خلوك فانصدعوا ... فلا آبوا ولا رجعوا
  ولم يوفوا بنذرهم ... فتبا للذي صنعوا
قوله تعالى: {ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ}
  قيل: أراد رأس المال وما كسب من الأرباح أو الماشية، وما كسب من نسلها، أو ماله الذي ورثه من أبيه، والذي كسبه بنفسه.
  وعن ابن عباس: ما كسب هو ولده، وروي أن أولاده اقتتلوا فقام يحجز بينهم فدفعه أحدهم فوقع فقال: اخرجوا عني هذا الكسب الخبيث، ومنه قوله #: «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه».
  قال الرازي: وهو قوله # «أنت ومالك لأبيك» وهذا يستثمر منه صحة استيلاد الأب جارية ابنه، وأنه لا يحد ولا يقتل بولده كما لا يقتل بعبده، ولأنه كسبه، وأنه يلحقه ما فعل ولده من القرب كما ذكره المنصور بالله، وأنه يلزمه قبول هبة المال من ولده للحج به وهذا محتمل.
قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}
  هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، وكانت تحمل حزم الشوك إلى طريق رسول الله ÷ تنثرها بالليل.
  وقيل: كانت تمشي بالنميمة وهو يقال للنمام: حامل الحطب؛ لأنه يوقد العداوة، ولهذا قال الشاعر: