تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا}

صفحة 142 - الجزء 2

  وقراءة حمزة (إن تضل) بكسر الألف، فيجعلها شرطية (فتذكرُّ) برفع الراء.

  وقرئ للسبع (فتذّكّر) بالتشديد والتخفيف.

  والمعنى: تعرّفها، وتزيل النسيان عنها، وعن سفيان بن عيينة: المعنى بجعلهما كذكر. وقال الزمخشري: إنه من بدع التفاسير.

  وقوله تعالى: {وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا} في ذلك ثلاثة أقوال للمفسرين:

  الأول: إذا دعوا لتحملها، وسماهم شهداء قبل التحمل تنزيلا للمشارف منزلة الكائن، وهذا مروي عن قتادة، والربيع.

  والثاني: إذا ما دعوا لتأديتها، وهذا مروي عن مجاهد، وعطاء، والشعبي، وسعيد بن جبير، والضحاك، والسدي، واختاره القاضي.

  والثالث: لإثباتها وإقامتها، فحمله على الأمرين، وهذا مروي عن ابن عباس والحسن، وقد ذكره القاسم #.

  وقيل: في سبب نزولها: ما رواه قتادة (كان الرجل يطوف في الحواء⁣(⁣١) العظيم فيه القوم، فلا يتبعه أحد منهم فنزلت).

  فإن حملت الآية على التحمل فقيل: هذا أمر ندب.

  قال في الثعلبي: وهو مروي عن عطاء، وعطية⁣(⁣٢)، والحسن.


(١) الحواء - بالمد - هي البيوت المجتمعة من الوبر. ضياء.

(٢) عطية هو: عطية بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد النجراني، الزيدي، الشيخ العلامة، صاحب المذاكرة في الفقه، قال في المستطاب: وله تفسير جليل جدا، جمع فيه علوم الزيدية، عاصر الشيخ المهدي أحمد بن الحسين، ونقد عليه المعونة التي يأخذها من الناس.

مولده سنة ٦٠٣ هـ وتوفي بعد العشاء الآخرة ليلة الأحد لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة ٦٦٥ هـ.