تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون}

صفحة 163 - الجزء 1

  ذكره الحاكم، وقد تقدم⁣(⁣١) زيادة.

  الثاني: عظم الذنب في التحريف في الأمور الدينية من إظهار بدعة أو حكم أو فتوى.

  قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}⁣[البقرة: ٧٨]

  لما تقدم ذكر أحبار اليهود ذكر عوامهم المقلدين لهم - أنهم لا يعلمون ما في التوراة إلا أماني، يعني: إلا ما يتمنونه من المغفرة، أن الله تعالى لا يؤاخذهم، لكون الأنبياء آباءهم، وأن النار لا تمسهم إلا أياما معدودة، لقول علمائهم لهم بذلك. أو: إلا كذبا من علمائهم.

  وقد استثمر من ذلك أمران:

  الأول: أنه لا يجوز الأخذ بالظن فيما طريقه العلم.

  الثاني: أن العوام تابعون لمن قلدوه في الخطأ، فتكفر العامة من أهل الملل الكفرية، وإن لم يعاندوا.

  وقال الجاحظ، والعنبري: لا يكفر من لم يعاند؛ لأنه يلزم تكليف ما لا يطاق، والإجماع على خلاف قولهم، وأنهم من أهل النار، وأنهم كلفوا بالإسلام، وهم قادرون عليه، واستدلّ عليهم بالظواهر نحو قوله تعالى في سورة ص: {ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}⁣[ص: ٢٧] وقوله تعالى في سورة السجدة: {وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ


(١) في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} في أول السورة.