تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله}

صفحة 403 - الجزء 3

قوله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ}

  النزول

  اختلف في ذلك فقيل: نزلت في المسلمين، واختلف في ذلك فقيل: تفاخر المهاجرون وولاة البيت، فقالوا: نحن سقاة الحاج، وعمار المسجد الحرام، فنحن أعظم أجرا فنزلت عن الأصم.

  وعن النعمان بن بشير: كنت عند المنبر فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج.

  وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام.

  وقال آخر: الجهاد أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله، وسأل النبي ÷ فنزلت.

  وعن ابن عباس: أن العباس قال: لئن كنتم سبقتم بالإسلام والهجرة، والجهاد، فقد كنا نعمر المسجد، ونسقي الحاج، فنزلت.

  وقيل: تفاخر العباس وطلحة بن شيبة وعلي # فقال طلحة: أنا صاحب البيت، وقال العباس: أنا صاحب السقاية، وقال علي #: لقد صليت القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فنزلت، عن الحسن، والشعبي، ومحمد بن كعب القرظي.

  وقيل: لما نزلت قال العباس: إذا نرفضها يا رسول الله، فقال: «أقيموها، فإن لكم فيها خيرا» ومن قال: نزلت في الكفار اختلفوا فقيل: قال علي #: ألا تهاجر، فقال: ألست في أفضل من الهجرة، أسقي الحاج، وأعمر البيت الحرام فنزلت عن ابن سيرين.