تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون}

صفحة 19 - الجزء 5

  وقيل: أكبر من أن تبقى معه المعصية.

  اللهم اذكرنا برحمتك ومغفرتك، واجعلنا ذاكرين لك بشكرك وطاعتك.

  قوله تعالى: {وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٦]

  اختلف المفسرون من المراد بأهل الكتاب:

  فقيل: هم اليهود، والنصارى. وقيل: نصارى نجران.

  وقيل: هم الذين أدوا الجزية من أهل الكتاب.

  وقيل: هم الذين أسلموا منهم.

  ثم اختلفوا أيضا في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}.

  فقيل: هم الذين أفرطوا في العناد فلم يقبلوا النصح، ولم ينفع فيهم الرفق، فاغلظوا عليهم.

  وقيل: هم الذين لم يقبلوا الذمة ولم يؤدوا الجزية.

  وقيل: هم الذي أثبتوا الولد والشريك، وقالوا: يد الله مغلولة.

  وقيل: هم الذين آذوا رسول الله، فهذه الثلاث التأويلات بناء على أنه لا نسخ في الآية.

  وعن قتادة، ومقاتل: أنها منسوخة بآية السيف، وبقوله تعالى: {قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}⁣[التوبة: ٢٩] ولا مجادلة أشد من السيف،