قوله تعالى: {لعلكم تشكرون}
  [المائدة: ٤٨] وبحديث معاذ، فإنه لم يذكر الشرائع المتقدمة، وصوبه النبي ÷ وبأنه لم يكن يراجع التوراة، ولا أمر بتعلمها، وبأن شرعه # مضاف إليه.
  قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي: لكي تشكروا، وهذا دليل على أن العفو عن الذنب بالتوبة نعمة من الله تعالى، وقد عد قبول التوبة من أصول النعم.
  قال الحاكم(١): واختلفوا في شكر النعمة ما هو؟ فعن ابن عباس: «هو طاعة الله في السر والعلانية» وعن الحسن: «إظهار النعمة والتحدث بها» وقيل: تعظيم المنعم بالقلب واللسان. وقيل: ذلك أربعة أشياء: مجانبة السيئات، والمحافظة على الطاعات، ومخالفة الشهوات، ومراقبة رب السموات.
  قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}[البقرة: ٥٤]
  هذا حكمه منسوخ في هذه الشريعة؛ لأن القتل إن كان شرطا في التوبة في شريعتهم فليس بشرط في شريعتنا، وإن كان ليس بشرط في شريعتهم، لكن حد المرتد لا يسقط بالتوبة، فهو ساقط في شريعتنا.
  قيل: معنى قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} على ظاهره، وقيل: معنه: قتل بعضهم بعضا، وروي أنه أمر من لم يعبد العجل بقتل العبدة، قيل: كان الرجل يبصر ولده، ووالده، وجاره، وقريبه، فلا يمكنه المضي
(١) ولفظ الحاكم في التهذيب (ويقال: ما شكر النعمة؟ قلنا: فيه خلاف، قيل: هو طاعة الله في السر والعلانية عن ابن عباس، وقيل: اظهار النعمة، والتحدث بها عن الحسن، وقيل: هو تعظيم المنعم بالقلب واللسان بالخ.