تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {له مقاليد السماوات والأرض}

صفحة 150 - الجزء 5

  قوله تعالى: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}⁣[الزمر: ٥٣]

  ثمرة ذلك: حسن الاستدعاء إلى الدين، وتعريف العاصي بأنه وإن أسرف فلا يمنعه إسرافه من الإسلام، ويحمله ذلك على القنوط، بل يتوب فإن بالتوبة يغفر الله ذنوبه جميعها، ولم يخص ذنبا من ذنب، فيدخل القاتل والكافر.

  وروي أن رجلا سأل النبي ÷ فقال: ومن أشرك؟ فسكت ÷ ثم قال: «ومن أشرك ثلاثا» وهذا يدل على أنه أراد مع التوبة.

  وقيل: إنها نزلت في وحشي قاتل حمزة، وقيل: إنه أسلم عباس بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر معهما، ثم فتنوا وعذبوا، فافتتنوا فكان أصحاب رسول الله يقولون: لا يقبل لهم صرف ولا عدل أبدا، فنزلت فكتب بها عمر ¥ إليهم فأسلموا وهاجروا، ولما نزلت قال صلّى الله عليه: «ما أحب أن لي الدنيا بما فيها بهذه الآية».

  قوله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[الزمر: ٥٥]

  قيل: الأحسن هو القرآن؛ لأنه أحسن ما أنزل من الكتب.

  وقيل: الأحسن ما أمر الله به وقيل الأحسن المحكم، وقيل: الأحسن الناسخ، وقيل: الأحسن أن يفعل ما أمره الله وينتهي عما نهاه.

  قوله تعالى: {لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الزمر: ٦٣]

  قيل: المقاليد المفاتيح، وأحدها مقليد، نحو منديل ومناديل.