تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}

صفحة 241 - الجزء 1

  وقيل: يشهدون للأنبياء على أممهم بالتبليغ.

  وروي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء، فيطالب الله الأنبياء $ بالبينة على تبليغهم، وهو أعلم، فيؤتى بأمة محمد ÷ فيشهدون، فتقول الأمم: من أين عرفتم؟ فيقولون: علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتى بمحمد ÷ فيسأل عن حال أمته، فيزكيهم ويشهد بعدالتهم، وذلك قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً}⁣[النساء: ٤١].

  قوله تعالى: {وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ}⁣[البقرة: ١٤٣]

  القراءة الظاهرة بالنون، أي: نعلم علما يتعلق به الجزاء، وهو أن نعلمه موجودا، أو أراد ليعلم رسول الله والمؤمنون، وأسند علمهم إليه تعالى؛ لأنهم خاصته.

  وقيل: معناه: ليتميز التابع من الناكص، كما قال تعالى: {لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}⁣[الأنفال: ٣٧] وفي هذا الثالث دلالة على أنه يجب أن يظهر المؤمن إيمانه، ولا يتهيأ بهيئة الكفار والفساق، وعليه قوله ÷: (من تشبه بقوم فهو منهم). وقد قرئ في الشاذ (لِيُعْلَمَ) على البناء للمفعول، ومعنى العلم: المعرفة، وفيه دلالة على ما ذكر من وجوب إظهار شعار الإسلام، وعدم التشبه.

  قوله تعالى: {وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ}⁣[البقرة: ١٤٣]

  لقائل أن يقول: في سبب نزول الآية دلالة على أن من عمل