تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون}

صفحة 190 - الجزء 5

  وقيل: المسئول أمم الأنبياء وإن كانوا كفارا فالتواتر يحصل العلم بخبرهم، وهذا مروي عن أبي علي.

  وقيل: المسئول الأنبياء ليلة الإسراء جمعوا له وصلى بهم، وأمر بسؤالهم عن سعيد بن جبير، وابن زيد.

  قال في الكشاف: فلم يسأل ولم يشك.

  وقيل: السؤال عبارة عن النظر وهو كثير في كلام الشعراء عن سؤال الديار والرسوم والأطلال، وقول من قال:

  سل الأرض من شق أنهارك، وغرس أشجارك، وجنى ثمارك، فإنها إن لم تجبك جوازا أجابتك اعتبارا.

  قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}⁣[الزخرف: ٨٣]

  هذا وعيد وليس بإباحة.

  قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}⁣[الزخرف: ٨٩]

  في معنى الصفح وجهان:

  الأول: أن المراد اعرض عن دعائهم، وهو منسوخ بآية السيف.

  والثاني: أن المراد فأعرض عن السفه عليهم تكرما، وادعهم.

  ووجه ثالث عن أبي مسلم، وأبي علي، أن هذا وعيد.

  وأما قوله تعالى: {وَقُلْ سَلامٌ} قيل المعنى: قولا نسلم به من شرهم.

  وقيل: المعنى وادعهم بسلام غير التحية.