تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فلو لا أنه كان من المسبحين}

صفحة 123 - الجزء 5

  الباقون، وقيل: رأوا حوتا يعرض لهم فقالوا فينا مذنب، وقيل احتبست السفينة عن السير وعادتها إذا فيها عبد آبق ألا تجري، وفي هذا إشارة إلى أن القرعة يعول عليها فيما التبس، والشافعي أخذ بذلك في صور، وفي ذلك إشارة أنه يراعي حفظ الجملة وتدفع أعظم المفسدتين بأخفهما، ومالك قد قال بالمصالح المرسلة حتى قال: يقتل ثلث الأمة لصلاح ثلثيها.

  وقد لاحظ صاحب قواعد الأحكام دفع الأعظم بالأخف في صور.

  والمنصور بالله # قد اعتبر أشياء من هذا، وشبّه الإمام في تصرفه على العالم بمثابة ولي اليتيم يفعل الأصلح والأرشد، ولو بجانب من الأموال.

  قوله تعالى: {فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}⁣[الصافات: ١٤٣]

  قيل: أراد من المصلين، وعن بن عباس: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة وقيل: من الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح والتقديس، وقيل: هو قوله في بطن الحوت {لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}⁣[الأنبياء: ٨٧] وهذا ترغيب من الله ø في إكثار المؤمن من ذكره.

  قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ}⁣[الصافات: ١٧٤]

  أي: إلى حين، قيل: إلى مدة يسيرة، وقيل: إلى يوم بدر، وقيل: إلى الموت، وقيل: إلى يوم القيامة، واختلف فقيل: هذه منسوخه بآية السيف، وقيل: لا نسخ ولكن أراد تولية استخفاف وإهانة.