تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا}

صفحة 481 - الجزء 4

  وقيل: الغبار، وقيل: الماء المهراق، ومن أمثالهم أقل من الهباء.

  ثمرة ذلك: حبوط أعمال الكافر التي تعد محاسن من صلة رحم، وإغاثة ملهوف، وقرء ضيف، ومنّ على أسير.

  وكذا لا يصح حجه، ولا صومه، ولا عمارته للمساجد، وتسبيل الأوقاف، وقد تقدم هذا⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً}⁣[الفرقان: ٢٨]

  النزول

  قيل: نزلت في كل كافر ظالم تبع غيره، وترك متابعة أمر الله.

  وقيل: كان أبيّ بن خلف يحضر مجلس رسول الله ÷ ويسمع كلامه فزجره عقبة⁣(⁣٢): عن عطاء.

  وقيل: كان عقبة خليلا لأبيّ بن خلف فأسلم عقبة فقال أبيّ: وجهي عليك حرام إن تابعت محمدا، فارتد فنزلت: عن الشعبي.

  وقال ابن عباس: إن عقبة صنع طعاما ودعا رسول الله ÷ فامتنع من أكله حتى يشهد بالشهادتين، فشهد فبلغ أبيّ فقال: ما أنا بالراضي عليك حتى تأتيه وتبزق في وجهه فارتد وفعل ذلك، وهدر رسول الله دمه فقتل عقبة يوم بدر صبرا، وقتل أبي بن خلف يوم أحد قتله ÷ بيده.

  وعن الضحاك: لما بزق في وجه رسول الله ÷ عاد بزاقه في خده فأحرقه، وكان أثره ظاهرا حتى مات.


(١) في أول سورة براءة في قوله تعالى: {ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ} الآية تمت.

(٢) بن أبي معيط تمت.