قوله تعالى: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته}
  والحكم الثالث: المسارعة إلى الخيرات، وترك التسويف والتراخي، فيدخل في هذا تعجيل جميع الصلوات في أول أوقاتها، وهو مذهب الهادي، والقاسم @، وعليه ورد كثير من الأخبار.
  وقال أبو حنيفة: يستحب تأخير العشاء إلى ثلث الليل، أو نصفه، والإسفار بالفجر أفضل، وتأخير الظهر إذا كان ثم شدة حر، وإلا فلا، وتأخير العصر أفضل إذا صليت والشمس بيضاء، وأما المغرب فوفاق أن التعجيل أفضل، إلا فرقة من الإمامية، فقالوا: يستحب تأخيرها، وكلامهم ساقط.
  قال في الانتصار، وفي الحديث عنه ÷ (لن تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم).
  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ}[آل عمران: ١١٦ - ١١٧]
  ثمرة هذه الآية: أن الله تعالى جعل نفقاتهم باطلة، لا نفع لها، وقد اختلفوا في المعنى، فقيل: شبه تعالى ما كانوا ينفقون من أموالهم في المكارم والمفاخر، وكسب الثناء، وحسن الذكر، لا يبتغون به وجه الله تعالى [بالزرع الذي حشه البرد فصار حطاما] فليس لها فائدة، فلو قصد بها وجه الله تعالى أفادت.