تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}

صفحة 173 - الجزء 5

  النزول

  قيل: نزلت في اليهود والنصارى قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم، وأولى بالحق، روي ذلك عن مجاهد.

  وقيل: نزلت في المشركين وأنهم قالوا: إن مات محمد رجع هؤلاء عن دينهم، فنزلت.

  والمعنى: والذين يحاجون، أي: يجادلون {فِي اللهِ}، يعني: في دينه {بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ}، أي بعد ما ظهرت المعجزة، وأجابه الناس.

  وقيل: بعد ما استجاب الله لنبيه دعاءه في ظهور الحق.

  وثمرتها: قبح المجادلة والمحاجة بالباطل.

  قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ}⁣[الشورى: ١٧]

  المراد: وأنزل الميزان.

  قيل: وأراد به العدل عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وأبي مسلم، وأراد: أنزل العدل في كتبه.

  وقيل: أراد أنزل آلة الميزان، فإنه قد روي أن آدم أنزلت له آلة الصنع.

  وقيل: الميزان محمد، والإنزال هو إنزال ما يوجب اتباعه.

  وقيل: الإنزال بمعنى الخلق.

  قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣]

  النزول

  روي أنه اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض: