وقوله تعالى: {ولا ينظر إليهم}
  غير صفته، ثم رجعوا إليه، وقالوا: لقد غلطنا(١)، وليس هو بالنعت الذي نعت لنا، ففرح، ومارهم(٢).
  وعن الأشعث بن قيس قال: «نزلت فيّ، كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى رسول الله ÷، فقال: (شاهداك أو يمينه) فقلت: إذا يحلف ولا يبالي، فقال: (من حلف على يمين يستحق بها مالا، هو فيها فاجر، لقي الله وهو عليه غضبان).
  وقيل: نزلت في رجل أقام سلعة في السوق، فحلف لقد أعطي بها ما لم يعطه وروى الزمخشري أن نزولها في أهل الكتاب.
  المعنى: {يَشْتَرُونَ} أي: يستبدلون، وقوله تعالى: {بِعَهْدِ اللهِ} أي: بما عاهدوه عليه من الإيمان بالرسول المصدق لما معهم، وبما حلفوا به من قولهم: والله لنؤمنن به، ولننصرنه.
  وقوله تعالى: {ثَمَناً قَلِيلاً} متاع الدنيا من الترؤس، والارتشاء، ونحو ذلك.
  وقوله تعالى: {لا خَلاقَ لَهُمْ} أي: لا نصيب لهم من النعيم.
  وقوله تعالى: {وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ} أي: بما يأمرهم.
  وقوله تعالى: {وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ} مجاز عن الاستهانة بهم.
  وثمرة الآية: أن من نقض عهد الله لغرض دنيوي، أو حلف كاذبا(٣)، فإنه قد ارتكب كبيرة.
(١) وفي نسخة ب (وقالوا: لقد غلطنا، وقالوا: ليس هو بالنعت).
(٢) أي: أعطاهم الميرة، وهي الطعام.
(٣) هذا يحتمل أنه في سبب خاص، هو تكذيبهم الأنبياء، بعد حلفهم، ويكون دليلا على أن الغموس كبيرة، ويؤيد ذلك المفهوم ما قد ورد من الخبر، ولكنه عندنا آحادي.