تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى}

صفحة 233 - الجزء 4

  في جوابه لفاطمة & لما قالت له: أأنت ورثت رسول أم أهله؟ فقال: بل أهله⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى}⁣[مريم: ٧]

  دلت على حسن التبشير بما يسر، وفي الحديث عنه ÷: «إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم» ودلت على أن المرسل هو المبشر، فلو قال رجل: من يبشرني بكذا من عبيدي فهو حر، فأرسل إليه عبده بالبشارة عتق، والرسول أيضا يسمى مبشرا، قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ} فلو أرسل عبدا آخر بالبشارة لزم أن يعتقا معا.

  قوله تعالى: {فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}⁣[مريم: ١١]

  قيل: أراد بالإيحاء الإشارة، وقيل: الكتابة؛ وهذا يدل على أن الإشارة والكتابة ليستا من الكلام، فلو حلف لا تكلم فأشار، أو كتب، لم يحنث.

  وعن الشافعي: يحنث بالإشارة، وجعلها من الكلام، لقوله تعالى في سورة آل عمران: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً}⁣[آل عمران: ٣١] والاستثناء حقيقة يكون من الجنس.

  قوله تعالى: {وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}⁣[مريم: ١٢]

  قيل: أراد النبوة، وأن الله تعالى أكمل له العقل وهو صبي، وهذا خاص فيه؛ لأن البلوغ شرط في الولايات.


(١) بياض في الأصل.