تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فصبر جميل والله المستعان}

صفحة 41 - الجزء 4

  قال جار الله: ويروى أن امرأة حاكمت إلى شريح فبكت فقال له الشعبي: يا أبا أمية أما تراها تبكي، فقال: قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة، ولا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بما أمر الله.

  الثانية: أن المسابقة على الأقدام جائزة، وكذا في الرمي، وقد جاء في التفسير ننتضل⁣(⁣١).

  قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ}⁣[يوسف: ١٨]

  قال جار الله: جاء في الحديث المرفوع أنه الذي لا شكوى فيه، ومعناه: لا شكوى فيه إلى الخلق، ولهذا قال: {إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ}.

  وقيل: لا أعايشكم على كآبة الوجه، بل أكون لكم كما كنت، وقيل: سقط حاجبا يعقوب على عينيه، وكان يرفعهما بعصاته، فقيل له: ما هذا؟ فقال: طول الزمان، وكثرة الأحزان، فأوحى الله إليه: يا يعقوب أتشكوني، فقال: يا رب خطيئة فاغفرها لي، وقد أخذ من ذلك أن من بلي بحزن أو مصيبة فعليه التأدب، والاقتداء بالصبر، والاغتفار، وعدم الشكوى والرجوع إلى الله.

  قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}⁣[يوسف: ٢٠]

  قيل: {وَشَرَوْهُ} يعنى: باعوه، واختلف من البائع له؟


(١) (قال في الكشاف ج ٢/ ٤٥١) أي نتسابق، والافتعال والتفاعل كالانتضال والتناضل والارتماء والترامي، وغير ذلك والمعنى نتسابق في العدو أو في الرمي وجاء في التفسير: نتنضل تمت.