تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ولا أقسم بالنفس اللوامة}

صفحة 480 - الجزء 5

سورة القيامة

  

  قوله تعالى: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}⁣[القيامة: ٢]

  في ذلك وجوه: أحدها: أنه أراد التي تلوم نفسها على التقصير.

  وعن الحسن ¥: إن المؤمن لا تراه إلا لائما لنفسه، وإن الكافر يمضي قدما لا يعاتب نفسه.

  وثمرة هذا: البعث على أن الإنسان يعد على نفسه ذنوبه ليلوم نفسه، وقد فسرنا به، أراد نفس آدم #؛ لأنها لوامة لفعله الذي كان سبب خروجه من الجنة.

  قوله تعالى: {يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ}⁣[القيامة: ١٣]

  يعني: بما قدم من أعماله وأخر من آثاره.

  وثمرته: أنه يلحق الإنسان الثواب بعد موته، بما تقدم بسببه في حياته.

  قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}⁣[القيامة: ١٤]

  يعني: شاهدة على فعله، وهذا نظير قوله تعالى: {كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}⁣[الإسراء: ١٤]، وقد استثمر من هذا أن إقرار الإنسان على نفسه حجة يحكم بها عليه في الدنيا؛ لأن الله تعالى جعل شهادة المرء على نفسه حجة يحكم بها عليه في الآخرة.