تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}

صفحة 152 - الجزء 5

سورة المؤمن

  

  قوله تعالى: {غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ}⁣[غافر: ٣]

  يعني غافر ذنب التائب وقابل توبته، ومن أصر فهو شديد العقاب له.

  قال في الكشاف: وروي أن عمر ¥ افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام فقيل له: تتايع في هذا الشراب، فقال عمر لكاتبه اكتب: من عمر إلى فلان سلام عليك، وأنا أحمد إليك الله الذي لا إلا هو، {حم} إلى قوله: {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} وختم الكتاب، وقال لرسوله: لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا، ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة، فلما أتته الصحيفة جعل يقرؤها ويقول: قد وعدني الله أن يغفر لي، وحذرني عقابه فلم يزل يرددها حتى بكى، ثم نزع وأحسن النزوع وحسنت توبته، فلما بلغ عمر أمره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زل فسددوه ووفقوه، وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه.

  وقوله: (ووفقوه) أي ادعوا له بالتوفيق، وفعل عمر فيه إشارة إلى أن التأديب لا يكون للتشفي وكذا الحد.

  قوله تعالى: {ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[غافر: ٤]