تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 11 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله الطاهرين

  فإن كل كتاب تكون قيمته بحسب موضوعة، وما دام هذا الكتاب موضوعه البحث في القرآن الكريم، واستخراج أحكامه، والتنقيب عن معانية، فلا ريب أنه من أشرف الكتب، وأهمها، لأن موضوعه أشرف الموضوعات على الإطلاق.

  لقد انبرى سلفنا الصالح وأئمة العلم الكرام إلى هذا العلم الذي مستنده وأساسه قرآن الأمة، ودستورها الخالد الأبدي، الذي {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، فعكفوا على آياته، وانبروا لتوضيح مجملاته، وبينوا عموماته وخصوصاته، ووضعوا لذلك القواعد، والضوابط، واستخرجوا مختلف العلوم، والمعارف والفنون التي يزخر بها القرآن الكريم.

  وهذا الكتاب الذي بين أيدينا من بين تلك الكتب التي كان موضوعها هو القرآن الكريم، ولكنه يتميز عنها بأسلوبه العلمي الرصين الهادف، مفسرا، وموضحا، وناقلا للحكمة أنى وجدها من قريب أو بعيد.

  والتراث الفكري اليمني عموما، والزيدي خصوصا يتميز بالفكر الحر العقلي العملي الذي يجمع ولا يفرق، فباب الاجتهاد فيه مفتوح على مر الدهور، وحركة التطوير هدف أسمى لكل علمائه المخلصين، والتنقيب والبحث عن الحقيقة هي المطلب الأسمى لكل علمائه، ومجتهديه، وأئمته.