تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {ويستغفرون لمن في الأرض}

صفحة 169 - الجزء 5

سورة الشورى (حمعسق)

  

  قوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ}⁣[الشورى: ٥]

  في هذا وجهان ذكرهما في الكشاف:

  الأول: أنه على العموم، فيدخل فيه الكافر، ويكون المراد بالاستغفار طلب الحلم عن المعاجلة بالعذاب، والإهلاك، ويكون المعنى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ}⁣[الرعد: ٦]، والمراد: الحلم عنهم بعدم المعاجلة، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً}⁣[فاطر: ٤١]

  الوجه الثاني: أن المراد هنا الخصوص، وهو أن الاستغفار للمؤمنين، ولهذا قال في سورة المؤمن: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}⁣[غافر: ٧] وقوله تعالى: {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ}⁣[غافر: ٧].

  وأما الكفار فلا يجوز الاستغفار من الملائكة لهم، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ}⁣[البقرة: ١٦١] فلا يصح أن يكونوا لاعنين مستغفرين.

  وثمرة هذه الآية وجوب استحباب الاستغفار للمؤمنين، وجواز الدعاء للكافرين بعدم المعاجلة، والحلم عنهم ليتوبوا.