تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}

صفحة 164 - الجزء 1

  أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ}⁣[فصلت: ٢٣] لكن نظّر الاحتجاج بهذه الآيات لاحتمالها التخصيص⁣(⁣١)، فتكون دلالتها ظنية.

  قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}⁣[البقرة ٧٩]

  قيل: هذه الآية نزلت في أحبار اليهود، الذين غيروا صفته ÷ في التوراة، وكان فيها في صفته ÷ أسمر ربعة، فكتبوا فيها آدم سبطا طويلا

  وقيل: كتبوا آدم أكهل.

  الربعة: المربوع الخلق، لا طويل ولا قصير. وآدم: أي: أسمر. وسبط: أي: اختلط بياض شعره بسواده⁣(⁣٢).

  وقيل: إنهم حرفوا الحلال والحرام.

  وقيل: إنها نزلت في كاتب كان يكتب لرسول الله ÷ فغير ما يتلى عليه، ثم ارتد، ومات فلفظته الأرض.

  والظاهر من أقوال المفسرين: أنها نزلت في علماء اليهود، قيل: «ويل» واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفا، قبل أن يبلغ قعره،


(١) أي: تخصيص العموم، يعني: أنه يمكن تخصيصها، لكن يقال: ذلك في غير العلميات، فأما العلميات كمسائل الوعد والوعيد ونحوها، فالعام فيها قطعي الدلالة، إذ لا يحتمل تخصيصا. (ح / ص).

وفي حاشية للمولى العلامة (مجد الدين المؤيدي) (أما العموم في الأصول فدلالته قطعية على ما حقق في مواضعه. على أن الاستدلال من جهة العموم إنما هو من حيث المؤاخذة مع الظن، وذلك معلوم من الآيات، سواء تخصصت أم بقيت على عمومها، فلا وجه للتنظير، وإنما هو وهم فتدبر.

(٢) هذا تفسير (الشمط) وأما السبط، فالظاهر أنه: المسترسل الشعر.