تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ورزقا حسنا}

صفحة 121 - الجزء 4

  يقال له: البتع، فما نشرب؟ فقال ÷: «أشربا ولا تسكرا» هكذا في النهاية.

  قلنا: هذا لا يعارض الصريح وهو قوله ÷ «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، وأيضا فإنا نعضد ما قلنا بالقياس على دون المسكر من الخمر، وأيضا فإنا نقول: كل مسكر خمر كما ورد في الخبر.

  قال جار الله: وقد صنف شيخنا أبو علي الجبائي غير كتاب في تحليل النبيذ، فلما شيخ وأخذت منه السن قيل له: لو شربت منه ما تتقوى به فأبى، فقيل له: فقد صنفت في تحليله؟ فقال: تناولته الدعارة فسمّج في المروة، وأراد بالدعارة: أهل الفسق، والخبث.

  والسكر، يطلق على الشراب المسكر، ويطلق على المصدر، ويطلق على الطعم، قال الشاعر:

  جعلت أعراض الكرام سكرا

  ويطلق على السكون فيقال: ليلة ساكرة أي: ساكنة،

وقوله تعالى: {وَرِزْقاً حَسَناً}.

  قيل: أراد بذلك ما حل كالرّب⁣(⁣١)، والخل، والتمر، والزبيب: عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم.

  وقيل: السكر: ما يشرب، والرزق: ما يؤكل.

  قال جار الله: ويجوز أن يرجع قوله: {وَرِزْقاً حَسَناً} إلى السكر، أي: وهو رزق حسن.


(١) لسان العرب ج: ١ ص: ٤٠٦.

الرّب: ما يطبخ من التمر وهو الدبس أيضا.