وقوله تعالى: {ورزقا حسنا}
  يقال له: البتع، فما نشرب؟ فقال ÷: «أشربا ولا تسكرا» هكذا في النهاية.
  قلنا: هذا لا يعارض الصريح وهو قوله ÷ «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، وأيضا فإنا نعضد ما قلنا بالقياس على دون المسكر من الخمر، وأيضا فإنا نقول: كل مسكر خمر كما ورد في الخبر.
  قال جار الله: وقد صنف شيخنا أبو علي الجبائي غير كتاب في تحليل النبيذ، فلما شيخ وأخذت منه السن قيل له: لو شربت منه ما تتقوى به فأبى، فقيل له: فقد صنفت في تحليله؟ فقال: تناولته الدعارة فسمّج في المروة، وأراد بالدعارة: أهل الفسق، والخبث.
  والسكر، يطلق على الشراب المسكر، ويطلق على المصدر، ويطلق على الطعم، قال الشاعر:
  جعلت أعراض الكرام سكرا
  ويطلق على السكون فيقال: ليلة ساكرة أي: ساكنة،
وقوله تعالى: {وَرِزْقاً حَسَناً}.
  قيل: أراد بذلك ما حل كالرّب(١)، والخل، والتمر، والزبيب: عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم.
  وقيل: السكر: ما يشرب، والرزق: ما يؤكل.
  قال جار الله: ويجوز أن يرجع قوله: {وَرِزْقاً حَسَناً} إلى السكر، أي: وهو رزق حسن.
(١) لسان العرب ج: ١ ص: ٤٠٦.
الرّب: ما يطبخ من التمر وهو الدبس أيضا.