تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}

صفحة 61 - الجزء 4

  بعير، فيحصل من هذا أن من تكلم على متهم عذر، وقد اختلف في قاذف المتهم هل يحد أم لا؟ فالظاهر من هذا المذهب - وهو محكي عن الشافعي وأبي حنيفة - أنه لا يحد.

  وذكر أبو جعفر في (شرح الإبانة): أن العفة غير شرط عند كافة العلماء.

  قوله تعالى: {وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}⁣[يوسف: ٨٤]

  المعنى: يا أسفي فأبدل ياء الإضافة بالألف، والأسف هو: أشد الحزن والحسرة، وابيضاض العين: ذهاب سوادها؛ لأن العبرة تمحو سواد العين.

  قيل: أصابه العمى.

  وقيل: كان يدرك إدراكا ضعيفا، وفي هذه الجملة بحثان:

  الأول: كيف كان هذا الحال من شدة الأسف والحزن مع كونه نبيا.

  قال جار الله: قد قيل ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف إلى أن لاقاه ثمانين عاما.

  وروي أنه ÷ سأل جبريل ما بلغ من وجد يعقوب على يوسف؟ قال: وجد سبعين ثكلى، قال: فما كان له من الأجر؟ قال: أجر مائة شهيد، وما ساء ظنه بالله ساعة قط.

  وفي الحاكم: قيل: قال جبريل ليوسف إن بصر أبيك قد ذهب من الحزن عليك، فوضع يده على رأسه وقال: ليت أمي لم تلدني ولم أك حزنا على أبي، حكاه الأصم.