تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}

صفحة 93 - الجزء 5

  والمروي عن أبي حنيفة والشافعي، وذكره أبو مضر أنه لا يجوز.

  وقيل: مكروه، واختاره الزمخشري؛ لأن ذلك شعار لرسول الله ÷.

  قال: ولأنه يؤدي إلى الاتهام بالرفض، وقد قال ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم».

  فإن قيل: الصلاة على الأئمة # في الخطب هل عليه دليل مخصوص⁣(⁣١) والخلاف إذا أفرد الصلاة.

  أما لو كانت تبعا للصلاة على رسول الله قيل: فذلك إجماع على الجواز.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً}⁣[الأحزاب: ٥٧]

  دلالة الآية تقتضي بكبر هذه المعصية، وقد ذكر في ذلك وجوه:

  الأول: أن المراد بأذية الله تعالى وأذية رسوله مخالفة الشريعة، وحصول المعاصي فيكون مجازا؛ لأن أذية الله تكون مجازا⁣(⁣٢)، وقد قيل: أريد بأذية الله أذية رسوله، فأضافه إلى نفسه تعظيما له.

  وقيل: أراد أذية أوليائه ورد بأنه قد ذكر ذلك من بعد، وقيل: أذية الله للإلحاد في أسمائه.

  وعن عكرمة من فعل فعل أهل التصاوير.


(١) بياض في الأصول قدر سطر ونصف.

(٢) أي: لا تكون إلا مجازا.