تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}

صفحة 138 - الجزء 4

  الدين؛ من اتباع بدعة، أو شهادة زور، أو غير ذلك، وتدل على حسن الصبر على أمور الدين.

  وهو ينقسم كما تقدم: صبر على الطاعة، وعلى ترك المعصية، وعلى المصيبة، ومنه الصبر على الأذى.

  ويؤخذ من سبب النزول: أنه يستحب للحاكم تخويف المتداعيين وتحذيرهما من الوقوع في الإثم؛ لأنه ÷ تلا الآية وكان ذلك سببا في الإقرار والسلامة من الظلم، وفي حديث المتلاعنين قال ÷ للملاعنة: «إنه لرجم في ظهرك بالحجارة خير لك من عذاب الله».

  قوله تعالى: {فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}⁣[النحل: ٩٨]

  المعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله تعالى: {إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} وكقولك: إذا أكلت فسم الله،

  وإنما عبر بالفعل عن الإرادة؛ لأن الفعل يحصل عندها فاشتدت الملابسة بينهما.

  وقال أبو هريرة، وداود، ومالك: إن التعوذ بعد القراءة ذهابا إلى ظاهر اللفظ، والقول الأول هو قول الأئمة وعامة العلماء.

  وإنما حملت القراءة على إرادتها؛ لما روى زيد بن علي، والمؤيد بالله بالإسناد إلى علي # أنه كان يتعوذ قبل القراءة، ولأن القارئ لما كان لا يخلو من الوسوسة من الشيطان أمر بالاستعاذة منه قبل القراءة: فكان المراد بالاستعاذة لأجل القراءة وحمل الأمر على الندب.

  قال الحاكم: لأنه سنة بالإجماع.