تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}

صفحة 273 - الجزء 2

  والمساكين، إذا قسموا العين، فإذا قسموا الرقيق، والأرض، وما أشبه ذلك قالوا لهم قولا معروفا، فظهر من هذه الجملة أن الأمر للندب على ما صحح، وأن القرابة هم من لا يرث، وأن العطاء من الأثاث ونحوها، لا من العقار ونحوها، وقد فسر قدر المعطي بما طابت به نفس الورثة، ويحتمل بما يسمى رزقا، وصدقة.

  قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}⁣[النساء: ٩]

  النزول

  قال أبو علي: بلغني أنها نزلت في قوم كانوا إذا حضروا الموصي، وله ذرية ضعاف قالوا: أوص لفلان بكذا، ولفلان بكذا، حتى يستغرق ماله، فنهوا عن ذلك.

  المعنى: قيل: هذا الخطاب لمن يحضر الميت عند الوصية، فيحثه على الوصية، ويقول: أولادك لا يغنون عنك شيئا، اعتق، تصدق، افعل كذا، حتى يأتي على ماله، فنهوا عن ذلك، وأمروا أن يأمروه أن يبقي ماله لورثته، ولا يزيد على الثلث، كما لو كان القائل الذي حضر هو الموصي، فإنه يسره أن يوصيه، كمن حضر في حفظ ماله لورثته، ولا يدعهم عالة مع ضعفهم، فأمروا أن يحبوا لورثة غيرهم ما يحبون لورثتهم، وهذا معنى قول ابن عباس، وابن جبير، والحسن، وقتادة، والسدي، والضحاك، ومجاهد.

  ومنهم من قال: هو خطاب لمن يحضر المريض، فيحثه على عدم الوصية، وإمساك ماله دون القربى، واليتامى، والمساكين، ولو كان هو