تفسير الثمرات اليانعة،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

وقوله تعالى: {ذرية}

صفحة 175 - الجزء 2

  قال في الثعلبي: وفي الحديث عنه ÷ أنه قال: أيما رجل مات، وترك ذرية طيبة آجره الله ø مثل أجر عملهم، ولا ينقص من أجورهم شيئا.

  دل ذلك على استحباب تمني الولد الصالح، وجواز الغيرة، وأنها مخالفة للحسد.

  وقيل: لما رأى معها فاكهة الشتاء في الصيف، وعكسه دعا بالولد مع كبر سنة؛ لأنه قد كان له تسع وتسعون سنة، ولزوجته إيشاع ثماني وتسعون سنة

  وقوله تعالى: {ذُرِّيَّةً} هذا اللفظ يطلق على الواحد، والجماعة، والذكر، والأنثى.

  وقوله تعالى: {أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ} دل على أن المبشّر بطلق على المرسل دون الرسول.

  وقوله تعالى: {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} هذه صفة مدح ليحي ~ أنه مصدق بعيسى، وهو أول من صدق به، وهو أكبر منه بستة أشهر.

  وسمي عيسى # كلمة الله؛ لأنه حصل بقول الله: {كُنْ}.

  وقد ورد في الحديث عنه ÷: (أنه يقرن المتشهد بين الشهادتين، وبين الشهادة بأن عيسى كلمة الله {أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ}).

  وقد يذكر علماء الحديث ذلك في وصاياهم، فيشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن عيسى كلمة الله {أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ}.

  وقيل: أراد بقوله: {مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ} أي: بكتاب من الله، ويسمى الكتاب كلمة، كما قيل: كلمة الحويدرة لقصيدته.